الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: نصب الراية لأحاديث الهداية **
- - حديث آخر: رواه أبو داود، والترمذي من حديث أبي سلمة عن زيد بن خالد الجهني مرفوعًا: "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة"، قال أبو سلمة: فرأيت زيدًا يجلس في المسجد، وأن السواك من أذنه، موضع القلم من أذن الكاتب، وكلما قام إلى الصلاة استاك، انتهى. قال الترمذي: حديث حسن صحيح، قال البيهقي: وقد أسند آخر هذا الحديث من جهة محمد بن إسحاق، ثم أخرجه من طريق ابن إسحاق عن أبي جعفر عن جابر بن عبد اللّه، قال: كان السواك من أذن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ موضع القلم من أذن الكاتب، انتهى. قال البيهقي: رواه عن ابن إسحاق سفيان، ولم يروه عن سفيان إلا يحيى بن اليمان، ويحيى بن اليمان ليس بالقوي عندهم، ويشبه أن يكون [قلت: في البيهقي ص 37 - ج 1، هكذا، يشبه أن يكون غلط من حديث محمد بن إسحاق الأول، إلى هذا] وَهِم من حديث زيد بن خالد إلى هذا، واللّه أعلم. - الحديث الخامس: روي أن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ - كان عند فَقْدِ السواك يعالج بالإصبع [روى أحمد في "مسنده" من حديث علي بن أبي طالب أنه دعاه بكوز من ماء، فغسل وجهه وكفيه ثلاثًا، وتمضمض، فأدخل بعض أصابعه في فيه، الحديث، وفي آخره: هذا وضوء رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم "التلخيص" ص 25، وفي "المغني" ص 70 - ج 1 حديث منقطع أخرجه عن أنس]. قلت: حديث غريب، وروى ذلك من قوله ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، قال البيهقي [ص 40 - ج 1] في "سننه: باب، وقد ورد في الإستياك بالإصبع حديث ضعيف [وفي "الدراية" ص 5، ذكره من طريق، ووهاها، وقد صحح أيضًا بعض طرقه]. ثم أخرج عن عيسى بن شعيب عن عبد الحكم القسملي عن أنس أن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ قال: "يجزئ من السواك الأصابع"، انتهى. ثم أخرجه عن عيسى بن شعيب عن ابن المثنى عن النضر بن أنس عن أبيه، فذكره، وقال: تفرد عيسى بالإسنادين جميعًا، انتهى. وقال ابن عدي، بعد أن روى الأول: سمعت ابن حماد يقول: قال البخاري: عبد الحكم القسملي البصري عن أنس. وعن أبي الصديق منكر الحديث، انتهى. ثم أخرجه البيهقي عن عبد اللّه بن المثنى عن النضر بن أنس عن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، قال "تجري الأصابع مجرى السواك"، انتهى. ثم قال: المحفوظ عن ابن المثنى، أنه قال: حدثني بعض أهل بيتي عن أنس بن مالك، أن رجلًا من الأنصار من بني عمرو بن عوف، قال: يا رسول اللّه إنك رغبتنا في السواك، فهل دون ذلك من شيء؟ قال: "إصبعك سواك عند وضوءك، تمر بها على أسنانك، إنه لا عمل لمن لا نية له، ولا أجر لمن لا حِسْبة له"، انتهى. وأخرجه أيضًا عن أبي أمية الطرسوسي ثنا عبد اللّه بن عمر الحمال ثنا عبد اللّه ابن المثنى عن ثمامة عن أنس، قال: قال رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ: الإصبع يجزئ من السواك" انتهى. - حديث آخر في المعنى: رواه الطبراني في "معجمه الوسط" حدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة ثنا محمد بن أبي السري ثنا الوليد بن مسلم ثنا عيسى بن عبد اللّه الأنصاري عن عطاء بن أبي رباح عن عائشة، قالت: قلت: "يا رسول اللّه، الرجل يذهب فوه [أي أسنانه] يستاك؟ قال: نعم، قلت: كيف يصنع؟ قال: يدخل إصبعه في فيه"، انتهى. وقال: لا يروى عن عائشة إلا بهذا الإسناد، انتهى [في "الدراية" إسناده ضعيف، وفي "التلخيص" ص 25، قلت: عيسى ضعفه ابن حبان، وذكر له ابن عدي هذا الحديث، وجعله من مناكيره، اهـ]. - الحديث السادس: عن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ - في المضمضة. والاستنشاق - أنه - فعلهما على المواظبة، قلت: الذين رووا صفة وضوء النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ من الصحابة [ذكر هنا عشرون، والأحاديث الآتية مروية عن أحد وعشرين صحابيًا، والحادي والعشرون: عبد اللّه بن أبي أنيس، ذكر حديثه، ولم يذكره في العديد.(يتبع...) (تابع... 1): - الحديث السادس: عن النبي صلى اللّه عليه وسلم - في المضمضة.... ...] عشرون نفرًا: عبد اللّه بن زيد بن عاصم. وعثمان بن عفان. وابن عباس. والمغيرة بن شعبة. وعليّ ابن أبي طالب. والمقدام بن معدي كرب. والربيع بنت معوذ. وأبو مالك الأشعري. وأبو هريرة. وأبو بكرة. ووائل بن حجر. ونفير أبو جبير الكندي. وأبو أمامة. وعائشة. وأنس. وكعب بن عمرو اليمامي. وأبو أيوب الأنصاري. وعبد اللّه بن أبي أوْفى. والبراء بن عازب. وأبو كاهل، وكلهم حكوا في المضمضمة والاستنشاق. - أما حديث عبد اللّه بن زيد، فرواه الأئمة الستة في "كتبهم" من حديث مالك بن عمرو بن يحيى المازني [لكن السياق سياق حديث وهيب عن عمرو بن يحيى عند البخاري: ص 32 في "باب مسح الرأس مرة" مع تغيير يسير، واللّه أعلم، وفي باب غسل الرجلين إلى الكعبين" ص 31، بلفظه، من طريق وهيب أيضًا] عن أبيه، قال: شهدت عمرو بن أبي حسن، سأل عبد اللّه بن زيد عن وضوء رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، فدعا بتور من ماء، فتوضأ لهم وضوء رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، فأكفأ على يده من التور، فغسل يديه ثلاثًا، ثم أدخل يده في التور، فمضمض. واستنشق. واستنثر، ثلاثًا، بثلاث غَرفات، ثم أدخل يده في التور، فغسل وجهه ثلاثًا، ويديه إلى المرفقين مرتين، ثم أدخل يده في التور [ليس هذا اللفظ في هذا السياق في "الصحيح"، وسيأتي الحديث، وهناك: فأدخل يده "يعني في التور] فمسح رأسه، فأقبل بهما، وأدبر مرة واحدة، ثم غسل رجليه، انتهى. ورواه جماعة عن عمرو بن يحيى، كما رواه مالك، إلا سفيان بن عيينة [حديثه عند النسائي في "باب صفة مسح الرأس" ص 28، والدارقطني: ص 30] فإنه رواه عنه. وقال فيه: عن عبد اللّه بن زيد بن عبد ربه، وهو وَهَم، وإنما هو عبد اللّه بن زيد بن عاصم، وأما ابن عبد ربه، فهو رواي حديث الأذان، وَوَهم فيه أيضًا وهمًا آخر، فقال فيه: ومسح رأسه مرتين، قال ابن عبد البر: لم يقل فيه: مرتين غير ابن عيينة، ورواه مالك، ووهيب، وسليمان بن بلال، وخالد الواسطي، وغيرهم. فكلهم قالوا: فأقبل بهما وأدبر، وكأنه - واللّه أعلم - تأول قوله: فأقبل بهما وأدبر، فجعلهما مرتين، واللّه أعلم انتهى. - وأما حديث عثمان ين عفان، فرواه البخاري [في "باب المضمضة في الوضوء" ص 28]. ومسلم من حديث حمران مولى عثمان أنه رأى عثمان بن عفان دعا بوضوء، فأفرغ على يديه من إنائه، فغسلهما ثلاث مرات، ثم أدخل يمينه في الوضوء، ثم تمضمض واستنشق، ثم غسل وجهه ثلاثًا، ويديه إلى المرفقين ثلاثًا، ثم مسح برأيه، ثم غسل رجليه ثلاثًا، ثم قال: رأيت النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ يتوضأ نحو وضوئي هذا انتهى. - وأما حديث ابن عباس، فرواه البخاري [ص 26] من حديث عطاء بن يسار عنه: أنه توضأ فغسل وجهه، أخذ غرفة من ماء، فتمضمض بها واستنشق، ثم أخذ غَرفة من ماء، فجعل بها - هكذا - أضافها إلى يده الأخرى، فغسل بها وجهه، ثم أخذ غَرفة من ماء، فغسل بها يده اليمنى، ثم أخذ غَرفة من ماء، فغسل بها يده اليسرى، ثم مسح رأسه، ثم أخذ غَرفة من ماء، فرشَّ على رجله اليمنى حتى غسلها، ثم أخذ غَرفة أخرى، فغسل بها "يعني رجله اليسرى"، ثم قال: هكذا رأيت النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ يتوضأ، انتهى. - وأما حديث المغيرة بن شعبة، فرواه البخاري أيضًا في "كتاب اللباس [ص 863، وفي الجهاد - في باب الجهة في السفر والحرب" ص 409] - في باب من لبس جبة ضيقة الكمين"، وفيه المضمضة والاستنشاق. - وأما حديث علي بن أبي طالب، فرواه أصحاب السنن الأربعة [والسياق سياق أبي داود في "باب صفة وضوء النبي صلى اللّه عليه وسلم" ص 16 باختصار يسير] من حديث عبد خير عنه أنه أتى بإناء فيه ماء، وطست، فأفرغ من الإناء على يمينه، فغسل يديه، ثلاثًا، ثم تمضمض واستنثر، ثلاثًا، ثم غسل وجهه، ثلاثًا، وغسل يده اليمنى، ثلاثًا، وغسل يده الشمال، ثلاثًا، ثم جعل يده في إناء فمسح برأسه مرة واحدة، ثم غسل رجله اليمنى، ثلاثًا ورجله الشمال، ثلاثًا، ثم قال: من سره أن يعلم أن وضوء رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ فهو هذا، انتهى. أخرجوه مختصرًا ومطولًا. - وأما حديث المقدام بن معدي كرب، فرواه أبو داود [في" باب صفة وضوء النبي صلى اللّه عليه وسلم" ص 18] من رواية عبد الرحمن بن ميسرة عنه، قال: أُتي النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ بوضوء، فتوضأ، فغسل كفيه، ثلاثًا، ثم تمضمض واستنشق، ثلاثًا، وغسل وجهه، ثلاثًا، ثم غسل ذراعيه، ثلاثًا ثلاثًا، ثم مسح برأسه وأذنيه، ظاهرهما وباطنهما، انتهى. قال ابن دقيق العيد في "الإمام": قال علي بن المديني: عبد الرحمن بن ميسرة مجهول، لم يرو عنه غير حريز [قلت: قال الحافظ بعد هذا: قال أبو داود: شيوخ حريز، كلهم ثقات] انتهى. - وأما حديث الربيع بنت معوذ، فرواه أبو داود [ص 19، والدارقطني: ص 35] أيضًا، قالت: كان رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ يأتينا، فحدّثت، أنه قال لها: اسكبي لي وضوء، فذكرت صفة وضوئه، عليه السلام، قالت فيه: فغسل كفيه، ثلاثًا، ووضأ وجهه، ثلاثًا، ومضمض واستنشق، مرة، ووضأ يديه، ثلاثًا ثلاثًا، ومسح برأسه، مرتين، يبدأ بمؤخر رأسه، ثم بمقدمه، وبأذنيه كلتيهما [وفي نسخة "كلتيهما]، ظهورهما وبطونهما، ووضأ رجليه، ثلاثاُ ثلاثًا، انتهى. - وأما حديث أبي مالك الأشعري، فرواه عبد الرزاق في "مصنفه" أنبأ معمر عن قتادة عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم عن أبي مالك الأشعري، واسمه "حارث"، أنه قال: هلموا أصلي لكم صلاة رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، فدعا بحفنة [وفي "س" حفنة "بالمهملة"] من ماء، فغسل يديه ثلاثًا، ومضمض واستشق، وغسل وجهه، ثلاثًا، وذراعيه، ومسح برأسه وأذنيه، وغسل قدميه، ثم صلى الظهر، فقرأ بفاتحة الكتاب، وكبر ثنتين وعشرين تكبيرة، انتهى. ومن طريق عبد الرزاق، رواه الطبراني في "معجمه"، وكذلك رواه أحمد [ص 341 - ج 5 من طريق أبان عن قتادة]. وابن أبي شيبة. وإسحاق بن راهويه في "مسانيدهم". - وأما حديث عائشة، فرواه النسائي [قلت: الحديث في "المجتبى" أيضًا: ص 28] في "سننه الكبرى" من حديث سالم "يعني سبلان" عن عائشة [راجع "التهذيب" ص 439 - ج 3] أنها أرته كيف كان رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ يتوضأ، فتمضمضت واستنثرت، ثلاثًا، وغسلت وجهها، ثلاثًا، ثم غسلت يدها اليمنى، ثلاثًا، واليسرى ثلاثًا، ووضعت يدها في مقدم رأسها، ثم مسحت رأسها مسحة واحدة، إلى مؤخره، ثم مرّت بيديها بأذنيها، قال سالم: كنت آتيها مكانها [في نسخة النسائي المطبوعة بمصر "مكاتبًا"] فأجلس بين يديها. فتتحدث معي، حتى جئتها يومًا فقلت: يا أمَّ المؤمنين، ادعوا لي [لعل معها غيرها، (قلت: لا حاجة إلى هذا التكلف البارد، فإن الخطاب بالجمع المذكر، للواحد المؤنث شائع في كلام العرب، قال الحماسي: "فلا تحسبي أني تخشعت بعدكم"، وقال المخزومي: "فإن شئتِ حرمت النساء سواكم" "أحمد رضا البجنوري")، وفي "نسخة النسائي" الموجودة عندنا: "ادعي لي] بالبركة، قالت: وما ذاك؟ قلت: أعتقني اللّه، قالت: بارك اللّه لك، وأرخت الحجاب دوني، فلم أرها بعد ذلك اليوم، انتهى. - وأما حديث أبي بكرة، فرواه البزار في "مسنده" من حديث عبد الرحمن بن بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة عن أبيه عن أبيه عن أبيه أبي بكرة، قال رأيت رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ توضأ، فغسل يديه، ثلاثًا، ومضمض، ثلاثًا، واستنشق، ثلاثًا. وغسل وجهه ثلاثًا. وغسل ذراعيه، إلى المرفقين، ثم مسح برأسه. وغسل رجليه، مختصر، قال البزار: وعبد الرحمن صالح. - وأما حديث أبي هريرة، فرواه أحمد في "مسنده" من حديث عطاء عنه، ورواه الطبراني في "معجمه الوسط" حدثنا محمد بن بكار ثنا حفص بن عمر الحوضي ثنا همام عن عامر الأحول عن عطاء عن أبي هريرة أن رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ توضأ، فمضمض، ثلاثًا، واستنشق، ثلاثًا، وغسل وجهه، وغسل يديه، ثلاثًا، ومسح برأسه. وغسل قدميه، انتهى. ورواه أبو يعلى الموصلي في "مسنده" ثنا محمد بن بكار ثنا أبو معشر عن سعيد عن أبي هريرة، قال: جاء رجل إلى رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ حين حضرت الصلاة، قال: فدعا رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ بماء، فغسل يديه، ثم مضمض واستنثر، وغسل وجهه، ثلاثًا. ويديه، ثلاثًا، ومسح برأسه، وغسل رجليه، ثلاثًا ثلاثًا، ثم نضح تحت ثوبه، ثم قال: هكذا إسباغ الوضوء، انتهى. - وأما حديث وائل [حديث وائل هذا أورده الهيثمي: ص 94، وعزاه إلى الطبراني في "الكبير" والبزار، وقال فيه سعيد بن عبد الجبار. قال النسائي: ليس بالقوي، وذكره ابن حبان في الثقات، وفي مسند البزار. والطبراني. محمد بن حجر، وهو ضعيف، اهـ] بن حجر، فرواه البزار في "مسنده" [وفي هامش "س" هكذا في النسخ، وهو لا يخلو عن سقط، أو اختصار مخل، فليراجع] من حديث عبد الجبار بن وائل عنه، قال شهدت النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، وأُتي بإناء، فأكفا على يمينه، ثلاثًا، ثم غمس يمينه في الماء، فغسل بها ذراعه اليمنى، حتى جاوز المرفق، ثلاثًا، ثم غسل يساره بيمينه، حتى جاوز المرفق، ثلاثًا، ثم مسح على رأسه، ثلاثًا، وظاهر أذنيه، ثلاثًا، وظاهر رقبته، وأظنه قال: وظاهر لحيته، ثلاثًا، ثم غسل بيمينه قدمه اليمنى، وفصل بين أصابعه - أو قال: خلل بين أصابعه - ورفع الماء حتى جاوز الكعب، ثم رفعه في الساق، ثم فعل باليسرى مثل ذلك، ثم أخذ حفنة من ماء، فملأ بها يده، ثم وضعها على رأسه، حتى انحدر الماء من جوانبه، وقال: هذا تمام الوضوء، ولم أره تنشف بثوب، انتهى. قال في "الإمام": يرويه محمد بن حجر بن عبد الجبار، وقال البخاري: فيه نظر،انتهى. - وأما حديث جبير بن نفير، فرواه ابن حبان في "صحيحه" من حديث معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه جبير بن نفير عن أبيه نفير أنه قدم على رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، فأمر له عليه السلام بوضوء، وقال: "توضأ يا أبا جبير، فبدأ بفيه، فقال عليه السلام: يا أبا جبير لا تبدأ بفيك، فإن الكافر يبدأ بفيه"، ثم دعا عليه السلام بوضوء، فغسل يديه حتى أنقاهما، ثم تمضمض واستنشق، ثلاثًا، ثم غسل وجهه، ثلاثًا، ثم غسل يده اليمنى إلى المرفق، ثلاثًا، ثم غسل يده اليسرى إلى المرفق، ثلاثًا، ثم مسح رأسه،، وغسل رجليه، انتهى. ورواه البيهقي في "سننه" [في "باب التكرار في غسل اليدين" ص 47 - ج 1] فلم يقل فيه: عن نفير، وتعقبه الذهبي في "مختصره" فقال إنه سقط منه - عن جده نفير - ويراجع "ابن حبان" - وأما حديث أبي أمامة، فرواه أحمد [ص 257 - ج 5] في مسنده أيضًا. - وأما حديث أنس، فأخرجه الدارقطني في "سننه" [ص 39] عن معلى بن أسد ثنا أيوب بن عبد اللّه أبو خالد القرشي [في الدارقطني: ص 39: أبو خلف، وفي الحاشية: أبو خالد.]، قال: رأيت الحسن بن أبي الحسن البصري دعا بوضوء، فجيء بكوز من ماء، فصب في تور، فغسل يده، ثلاث مرات، ومضمض، ثلاث مرات واستنشق، ثلاث مرات، وغسل وجهه، ثلاث مرات، وغسل يديه إلى المرفقين، ثلاث مرات، ومسح رأسه أذنيه، وخلل لحيته، وغسل رجليه إلى الكعبين، ثم قال [في إسناد هذا الحديث ليس مجروح، كما في "التعليق المغني"]: حدثني أنس بن مالك أن هذا وضوء رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، انتهى. - وأما حديث كعب بن عمرو اليمامي، فرواه أبو داود في "سننه" من حديث ليث بن أبي سليم عن طلحة بن مصرف عن أبيه عن جده، قال: دخلت على النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، وهو يتوضأ، والماء يسيل من وجهه، ولحيته على صدره، فرأيته يفصل بين المضمضة والاستنشاق، انتهى. وسكت عنه، ثم المنذري بعده، ورواه الطبراني في "معجمه" ولفظه: فمضمض، ثلاثًا، واستنشق، ثلاثًا، وسيأتي قريبًا. - وأما حديث أبي أيوب، فرواه الطبراني في "معجمه". وإسحاق بن راهويه في "مسنده" من حديث واصل بن السائب عن أبي سورة عن أبي أيوب، قال: كان رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ إذا توضأ تمضمض واستنشق، وأدخل أصابعه من تحت لحيته فخللّها، انتهى. وبقية إسناد الطبراني: حدثنا الحسين بن إسحاق التستري ثنا سعيد بن يحيى الأموي حدثني أبي عن واصل به. - وأما حديث عبد اللّه بن أبي أوفى، فرواه أبو يعلى الموصلي في "مسنده" عن يزيد بن هارون أنا أبو الورقاء. فائد [فائد بن عبد الرحمن الكوفي" متروك، اتهموه] بن عبد الرحمن عن ابن أبي أوْفى، قال: أتى النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، فغسل يديه، ثلاثًا، ثم مضمض واستنشق، ثلاثًا، وغسل وجهه، ثلاثًا، ويديه، ثلاثًا، ومسح برأسه وأذنيه، وغسل رجليه، انتهى. ورواه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد [ص 270 - ج 3، وفيه فائد بن عبد العزيز، ولعله خطأ، والصحيح ما في "الكتاب"] من حديث محمد بن ميمون الزعفراني في "ترجمته" عن أبي الورقاء به، وقال محمد بن ميمون: ثقة، انتهى. - وأما حديث البراء بن عازب، فرواه أحمد أيضًا في "مسنده" [ص 288 - ج 4] عنه، أنه قال لبنيه: اجتمعوا، فلأريكم كيف كان رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ يتوضأ، وكيف كان يصلي، فإني لا أدري ما قدر صحبتي إياكم، فجمع بنيه وأهله، ودعا بوضوء، فمضمض واستنشق [وفي "المسند" استنثر، نعم في نسخة منه "استنشق" أيضًا] وغسل وجهه، ثلاثًا، ثم غسل يده اليمنى، ثلاثًا، ثم اليسرى، ثلاثًا، ثم مسح رأسه وأذنيه، ظاهرهما وباطنهما، وغسل رجله اليمنى، ثلاثًا، واليسرى، ثلاثًا، ثم قال: هكذا ماألوْت أن أريكم كيف كان رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ يتوضأ، مختصر. - وأما حديث أبي كاهل، فرواه الطبراني في "معجمه" من حديث الهيثم [هيثم بن أبي الهيثم هو ابن حماد البكاء، أحد الضعفاء "تهذيب"] بن حماد عن يحيى بن أبي كثير عن أبي كاهل، واسمه "قيس بن عائد" قال: مررت برسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، فقال: "ادن مني، أريك كيف تتوضأ للصلاة، فقلت يا رسول اللّه لقد أعطانا اللّه بك خيرًا كثيرًا، فغسل يده ثلاثًا، وتمضمض واستنشق ثلاثًا ثلاثًا، وغسل وجهه ثلاثًا، وغسل ذراعيه، ثلاثًا ومسح رأسه - ولم يوقت - وغسل رجليه - ولم يوقت - ثم قال: يا أبا كاهل، ضع الطهور منك مواضعه، وابق فضل طهورك لأهلك، ولا تشُقَّنَّ على خادمك"، انتهى. ورواه ابن عدي في "الكامل"، وأعله بالهيثم، ونقل عن يحيى بن معين أنه ضعفه، وعن أحمد أنه قال: منكر الحديث، انتهى. وهذه الأحاديث في "صفة وضوء النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ" لم أجد في شيء منها ذكر التسمية، ولكنها في حديث ضعيف، أخرجه الدارقطني [ص 27] في "سننه" عن حارثة بن أبي الرجال عن عمرة عن عائشة [وأخرجه البزار] قالت: كان رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ إذا مس طهورًا سمى اللّه، قال أبو بدر: كان يقوم إلى الوضوء فيسمي اللّه عز وجل، ثم يفرغ الماء على يديه، انتهى. - وأما حديث عبد اللّه بن أنيس، فرواه الطبراني في "معجمه الوسط" حدثنا علي بن سعيد الداري [في نسخة "الرازي."] ثنا أبو كريب زيد بن الحباب حدثني حسين بن عبد اللّه، قال: حدثني عبد الرحمن بن عباد بن يحيى بن خلاد الزرقي، قال: دخلنا على عبد اللّه بن أنيس، فقال: ألا أريكم كيف توضأ رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، وكيف صلى؟ قلنا: بلى، فغسل يديه، ثلاثًا ثلاثًا، ومضمض واستنشق، ثلاثًا، وغسل وجهه، ثلاثًا، وذراعيه إلى المرفقين، ثلاثًا ثلاثًا، ومسح برأسه مقبلًا ومدبرًا، ومس أذنيه. وغسل رجليه، ثلاثًا ثلاثًا، وقال: هكذا رأيت رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ توضأ، ثم صلى، انتهى. قال الطبراني: لا يروى عن عبد اللّه بن أنيس إلا بهذا الإسناد، انتهى.
|